فصل: (سورة القصص: الآيات 78- 82):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.الإعراب:

{من قوم} متعلّق بخبر كان الفاء عاطفة {عليهم} متعلّق ب {بغى} {من الكنوز} متعلّق بحال من ضمير المفعول {ما} اسم موصول في محلّ نصب مفعول به ثان عامله آتيناه اللام المزحلقة للتوكيد {بالعصبة} متعلّق ب {تنوء} و{الباء} للتعدية، {أولي} نعت للعصبة مجرور وعلامة الجرّ الياء ملحق بجمع المذكّر {إذ} اسم ظرفيّ في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر {له} متعلّق ب {قال} {لا} ناهية جازمة والثانية نافية.
جملة: {إنّ قارون كان} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {كان من قوم موسى} في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: {بغى عليهم} في محلّ رفع معطوفة على جملة كان.
وجملة: {آتيناه} في محلّ رفع معطوفة على جملة كان.
وجملة: {إنّ مفاتحه لتنوء} لا محلّ لها صلة الموصول {ما}.
وجملة: {تنوء بالعصبة} في محلّ رفع خبر إنّ الثاني.
وجملة: اذكر {إذ قال} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {قال له قومه} في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: {لا تفرح} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {إنّ اللّه} لا محلّ لها تعليليّة- أو استئناف بيانيّ- وجملة: {لا يحبّ الفرحين} في محلّ رفع خبر إنّ الثالث.
الواو عاطفة {ما} حرف مصدريّ- أو موصول والعائد محذوف- والمصدر المؤوّل {ما آتاك} في محلّ جرّ متعلّق ب {ابتغ} و{في} للسببيّة.
الواو عاطفة {لا} ناهية جازمة {من الدنيا} متعلّق بنصيب {ما} حرف مصدريّ {إليك} متعلّق ب {أحسن}.
والمصدر المؤوّل {ما أحسن} في محلّ جرّ بالكاف متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله أحسن الواو عاطفة {لا} مثل الأولى {في الأرض} متعلّق بالفساد {لا} نافية.
وجملة: {ابتغ} في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
وجملة: {أتاك اللّه} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ {ما} أو الاسمي.
وجملة: {لا تنس} في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
وجملة: {أحسن} في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
وجملة: {أحسن اللّه} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ {ما}.
وجملة: {لا تبغ} في محلّ نصب معطوفة على جملة مقول القول.
وجملة: {إنّ اللّه} لا محلّ لها تعليليّة- أو استئناف بيانيّ- وجملة: {لا يحبّ المفسدين} في محلّ رفع خبر إنّ.

.الصرف:

{قارون} اسم علم لعمّ موسى عليه السلام أو ابن عمّه.
وهو علم أعجميّ منع من الصرف، ووزنه على الصيغة العربيّة فاعول.

.البلاغة:

المبالغة: في قوله تعالى: {ما إِنَّ مَفاتِحَهُ لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ} بولغ في وصف كنوز قارون، حيث ذكرها جمعا، وجمع المفاتح أيضا، وذكر النوء والعصبة وأولي القوة. قيل كانت تحمل مفاتيح خزائنه ستون بغلا، لكل خزانة مفتاح. وهذه المبالغة في القرآن من أحسن المبالغات وأغربها عند الحذاق، وهي أن يتقصى جميع ما يدل على الكثرة وتعدد ما يتعلق بما يملكه.
التتميم: في قوله تعالى: {وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيا}.
تتميم لابد منه لأنه إذا لم يغتنمها ليعمل للآخرة لم يكن له نصيب في الآخرة.

.[سورة القصص: الآيات 78- 82]:

{قالَ إِنَّما أُوتِيتُهُ عَلى عِلْمٍ عِنْدِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا وَلا يُسْئَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ (78) فَخَرَجَ عَلى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا يا لَيْتَ لَنا مِثْلَ ما أُوتِيَ قارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (79) وَقالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صالِحًا وَلا يُلَقَّاها إِلاَّ الصَّابِرُونَ (80) فَخَسَفْنا بِهِ وَبِدارِهِ الْأَرْضَ فَما كانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَما كانَ مِنَ المُنْتَصِرِينَ (81) وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنا لَخَسَفَ بِنا وَيْكَأَنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكافِرُونَ (82)}.

.الإعراب:

{إنّما} كافّة ومكفوفة، وضمير الرفع في {أوتيته} نائب الفاعل {على علم} متعلّق بحال من نائب الفاعل {عندي} ظرف منصوب متعلّق بنعت لعلم الهاء للاستفهام الإنكاري الواو عاطفة {من قبله} متعلّق ب {أهلك} {من القرون} متعلّق بحال من الموصول من.
والمصدر المؤوّل {أنّ اللّه قد أهلك} في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي يعلم.
{من} اسم موصول في محلّ نصب مفعول به عامله أهلك {منه} متعلّق بأشدّ {قوة} تمييز منصوب وكذلك {جمعا} الواو اعتراضيّة {عن ذنوبهم} متعلّق ب {يسأل} {المجرمون} نائب الفاعل مرفوع وعلامة الرفع الواو.
جملة: {قال} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {أوتيته} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {لم يعلم} لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: أجهل ولم يعلم. أو: أعلم ما ادعاه ولم يعلم.
وجملة: {قد أهلك} في محلّ رفع خبر أنّ.
وجملة: {هو أشدّ} لا محلّ لها صلة الموصول {من}.
وجملة: {لا يسأل المجرمون} لا محلّ لها اعتراضيّة بين المتعاطفين.
الفاء عاطفة {على قومه} متعلّق ب {خرج} {في زينته} حال من فاعل خرج أي متزيّنا {يا} أداة تنبيه {لنا} متعلّق بمحذوف خبر ليت، و{مثل} اسم ليت منصوب {ما} اسم موصول في محلّ جرّ مضاف إليه والعائد محذوف أي أوتيه {قارون} نائب الفاعل للمبنيّ للمجهول أوتي اللام المزحلقة للتوكيد {ذو} خبر إنّ مرفوع وعلامة الرفع الواو.
وجملة: {خرج} لا محلّ لها معطوفة على جملة قال.
وجملة: {قال الذين} لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: {يريدون} لا محلّ لها صلة الموصول {الذين}.
وجملة: {ليت لنا مثل} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {أوتي قارون} لا محلّ لها صلة الموصول {ما}.
وجملة: {إنّه لذو} لا محلّ لها تعليليّة.
الواو عاطفة {ويلكم} مفعول مطلق لفعل محذوف غير مستعمل {لمن} متعلّق بالخبر خير الواو اعتراضيّة {لا} نافية {إلّا} أداة حصر {الصابرون} نائب الفاعل مرفوع، وعلامة الرفع الواو.
جملة: {قال الذين أوتوا} لا محلّ لها معطوفة على جملة قال الذين يريدون.
وجملة: {أوتوا} لا محلّ لها صلة الموصول {الذين} الثاني.
وجملة: {ويلكم} لا محلّ لها اعتراضيّة دعائيّة.
وجملة: {ثواب اللّه خير} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {آمن} لا محلّ لها صلة الموصول {من}.
وجملة: {عمل} لا محلّ لها معطوفة على جملة آمن.
وجملة: {لا يلقّاها إلّا الصابرون} لا محلّ لها اعتراضيّة بين المتعاطفين.
الفاء عاطفة {به} متعلّق ب {خسفنا} وكذلك {بداره} فهو معطوف على الأول الفاء تعليليّة {ما} نافية {له} متعلّق بخبر كان {فئة} مجرور لفظا مرفوع محلا اسم كان {من دون} متعلّق بحال من فاعل ينصرونه {ما كان} مثل الأول {من المنتصرين} متعلّق بخبر كان.
وجملة: {خسفنا} لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر يقتضيه مجرى القصّة.
وجملة: {ما كان له من فئة} لا محلّ لها تعليليّة.
وجملة: {ينصرونه} في محلّ جرّ {أو رفع} نعت لفئة.
وجملة: {ما كان من المنتصرين} لا محلّ لها معطوفة على التعليليّة.
الواو عاطفة {مكانه} مفعول به منصوب بحذف مضاف أي مثل مكانه {بالأمس} متعلّق ب {تمنّوا} {وي} اسم فعل مضارع بمعنى أعجب.
{كأنّ} حرف مشبّه بالفعل، {لمن} متعلّق ب {يبسط} {من عباده} متعلّق بحال من العائد المقدّر أي يشاء رزقه {لولا} حرف شرط غير جازم {علينا} متعلّق ب {منّ} اللام واقعة في جواب لو {بنا} متعلّق ب {خسف}.
والمصدر المؤوّل {أن منّ اللّه} في محلّ رفع مبتدأ، والخبر محذوف أي موجود.
{ويكأنّه} مثل الأول {لا} نافية. والهاء في {ويكأنه} هو ضمير الشأن اسم كأنّ.
وجملة: {أصبح الذين} لا محلّ لها معطوفة على جملة خسفنا.
وجملة: {تمنّوا} لا محلّ لها صلة الموصول {الذين} الثالث.
وجملة: {يقولون} في محلّ نصب خبر أصبح.
وجملة: {ويكأنّ اللّه} في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: {يبسط الرزق} في محلّ رفع خبر كأنّ.
وجملة: {يشاء} لا محلّ لها صلة الموصول {من}.
وجملة: {يقدر} لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: {لولا أن منّ اللّه} لا محلّ لها استئنافيّة في حيّز القول.
وجملة: {منّ اللّه} لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ {أن}.
وجملة: {خسف بنا} لا محلّ لها جواب شرط غير جازم.
وجملة: {ويكأنّه لا يفلح} لا محلّ لها استئناف آخر في حيّز القول.
وجملة: {لا يفلح الكافرون} في محلّ رفع خبر كأنّ.

.الصرف:

{ويكأنّ} جاء في حاشية الجمل ما يلي: ويكأنّ فيه مذاهب: أحدها أنّ وي كلمة برأسها وهي اسم فعل بمعنى أعجب أي أنا، والكاف للتعليل، وأنّ وما في حيّزها مجرورة بها أي: أعجب لأن اللّه يبسط الرزق. إلخ، الثاني: قال بعضهم كأنّ هنا للتشبيه إلّا أنّه ذهب منه معناه وصار للخبر واليقين. الثالث أن ويك كلمة برأسها، والكاف فيها حرف خطاب، و{أن} معمولة لمحذوف أي: اعلم أنّ اللّه يبسط. إلخ قاله الأخفش، الرابع أن أصلها ويلك فحذفت اللام.
والخامس أن {ويكأنّ} كلّها مستقلّة بسيطة ومعناها ألم تر، وربّما نقل ذلك عن ابن عبّاس، ونقل عن الفرّاء والكسائيّ- من الكوفيين- أنها بمعنى أما ترى إلى صنع اللّه، وحكى ابن قتيبة أنّها بمعنى رحمة لك في لغة حمير. ولم يرسم في القرآن إلّا ويكأنّ وويكأنّه متّصلة في الموضعين. اهـ.

.الفوائد:

- قصة قارون:
إنها قصة مثيرة للنفوس، غذاء للأقلام، وإنها تدور حول نموذج من الناس لا يخلو منه عصر أو مصر. لذلك تحمل من العبرة ما هو حريّ أن يكون درسا للأقوياء، والضعفاء، والأغنياء، والفقراء، على حد سواء.
قيل: كان ابن عم موسى بن عمران، وقيل: كان ابن خالته. وهو ممن يضرب بهم المثل في كثرة المال، وكان من أحسن الناس وجها وقراءة للتوراة، وقيل: إنه كان من السبعين الذين اختارهم موسى من قومه.
وقد قيل: إنه خرج راكبا بغلة شهباء، ومعه سبعمائة وصيفة على بغال شهب عليهن الحلي والحلل، وكامل الزينة، فكاد يفتن بني إسرائيل. ثم بغى وطغى، وتكبر وتجبر، حتى أهلكه اللّه. وسبب هلاكه أن موسى جعل الحبورة وهي الإمامة لهارون فحسده قارون وقال لموسى: أ لك الرسالة ولهارون الحبورة، وأنا لست في شيء، لا أستطيع أن أصبر على هذا. فأخبره موسى أن ذلك كان بأمر اللّه. فقال قارون: واللّه لا أصدقك أبدا حتى تأتيني بآية، فأمر موسى زعماء بني إسرائيل بأن يأتي كل منهم بعصاه، فجاءوا بها، فألقاها موسى في قبة له بأمر اللّه، ودعا موسى اللّه أن يريهم بيان ذلك، فاهتزت عصا هارون واخضرت وأورقت. فقال موسى لقارون: أما ترى صنع اللّه تعالى لهارون. فقال قارون: واللّه ما هذا بأعجب ما تصنع من السحر، ثم اعتزل بمن معه من بني إسرائيل، وكان كثير المال والأتباع، فدعا عليه موسى فهلك.
وقيل: إنه لما نزلت آية الزكاة على موسى، واستعظم قارون ما يحق عليه من المال، جمع كبار بني إسرائيل وأخبرهم بأن موسى سينكبهم بمالهم، فقالوا له: أنت كبير وأمرنا نطع أمرك.
فدعا قارون بغيا كانت بين القوم، وجعل لها جعلا على أن تقذف موسى بنفسها. ثم دعا القوم للاجتماع، وطلب إلى موسى أن يعظهم، فراح موسى يعدد حدود اللّه، حتى قال: ومن زنى نجلده، وإن كان محصنا نرجمه، فقال له قارون: فإذا كنت أنت، فإن هذه المرأة تزعم أنك فجرت بها. فسألها موسى على ملإ من الناس فاعترفت أن قارون طلب إليها أن ترمي موسى بالزنا، فسجد موسى للّه، ودعا على قارون، فسخر اللّه الأرض لموسى. فقال: يا أرض خذيه، فراحت تبتلعه وموسى يقول: خذيه، وقارون يستغيث، وموسى يقول: خذيه، حتى غاب في باطن الأرض. وراح القوم الذين كانوا يكبرونه بالأمس يحقرونه ويحمدون اللّه الذي نجاهم من قارون وغروره وإفساده قلوب الناس.
- {وي} حول وي هذه آراء نورد أهمها:
أ- وي: اسم فعل مضارع بمعنى أعجب أو أتعجب، وبعد انقضاء التعجب يأتي التشبيه كأنه لا يصلح الظالمون.. وذهب المفسرون والنحاة أنه ليس المقصود التشبيه وإنما هو التقرير.
ب- وثمة رأي آخر: حيث ألحقت الكاف ب وي فأصبحت ويك، وهذه كاف الخطاب اتصلت باسم الفعل، ثم بدي ء الكلام ب {أنه لا يُفْلِحُ الْكافِرُونَ}. ويقوّي هذا الرأي قول عنترة:
ولقد شفى نفسي وأبرأ سقمها ** قيل الفوارس ويك عنتر أقدم

ج- وثمة قول ثالث: فحواه أن أصل الكلمة ويلك وحذفت اللام لكثرة الاستعمال، فأصبحت ويك. ولم يقتصر النحاة والمفسرون على هذه الآراء الثلاثة بل توسعوا في الاجتهاد حتى أوردوا أقوالا ضعيفة نحن بغنى عن ذكرها.